استغل الحاج الأفغاني مياوركل خواجة خبرة 35 عاما قضاها في الكويت ليجمع حجاج بلاده أمام مخيمهم في منى ويخبرهم عن عادات دول مجلس التعاون الخليجي، متحملا مهمة إرشاد التائهين من أبناء جلدته. ويجلس الحاج الأفغاني أمام بوابة مخيم حجاج بلاده ليترجم للقاطنين في مقرهم بمنى، واللافت أنه عند حديثه باللغة العربية يستخدم مفردات خليجية، ومنها «زين ووايد وشنو»، نتيجة تأثره بالحياة في الكويت. خواجة حياته مليئة بالقصص والذكريات المؤلمة بدءاً من غربته وهجره لبلاده بحثاً عن لقمة العيش التي مازال يطاردا، فلا ينسى أَسره لساعات من قبل قوات الجيش العراقي في الكويت، والوضع الصعب الذي عاشته بلاده لأعوام طويلة، لكنه يتذكر رحلتيه مع الحج، التي تفصل بينهما عشرات الأعوام.يقول خواجة لـ«عكاظ»: «أمضيت حتى الآن في الكويت 36 عاماً، إذ قدمت لها في 1978، وعشت تفاصيل الغزو العراقي على الكويت، حيث أوقفتني فرقة أمنية عراقية، وأنزلتني من سيارتي، واعتدى علي الجنود العراقيون بالبندقية، وأرجعوني، وعدت للكويت وسلكت طريق الصحراء وسلمت سيارتي للعاملين في الحدود السعودية، ودخلت لها، ومن ثم ذهبت إلى الرياض، وأمضيت فيها 15 يوماً في مدرسة بحي البديعة، وبعدها سافرت إلى باكستان، وانتقلت لأفغانستان»، لافتاً إلى أنه عاد إلى الكويت بعد انتهاء الغزو العراقي، ولا يزال يعمل فيها في تشليح السيارات.
ويتوقف خواجة عن الحديث قليلاً، حينما رن هاتفه النقال، ليستأذن ويخرج من المخيم يرشد أحد حجاج بلاده.
ويتوقف خواجة عن الحديث قليلاً، حينما رن هاتفه النقال، ليستأذن ويخرج من المخيم يرشد أحد حجاج بلاده.